الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في زيادة ركعة بعد سلام الإمام من الوتر، ثم توتر في آخر الليل.
قال البهوتي -الحنبلي- في كشاف القناع: (فَإِنْ أَحَبَّ) مَنْ لَهُ تَهَجُّدٌ (مُتَابَعَةَ الْإِمَامِ) فِي وِتْرِهِ (قَامَ إذَا سَلَّمَ الْإِمَامَ فَشَفَعَهَا) أَيْ رَكْعَةَ الْوِتْرِ (بِأُخْرَى) ثُمَّ إذَا تَهَجَّدَ أَوْتَرَ، فَيَنَالُ فَضِيلَةَ مُتَابَعَةِ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ، وَفَضِيلَةَ جَعْلِ وِتْرِهِ آخِرَ صَلَاتِهِ. اهــ.
ولا يضرك لو كانت تلك الركعة التي زدتها رابعة، والزيادة على الركعتين في صلاة الليل جائزة، وإن كان الأفضل السلام من كل ركعتين.
قال الحافظ العراقي في طرح التثريب: ذَهَبَ الشَّافِعِيُّ وَالْأَكْثَرُونَ إلَى جَوَازِ الزِّيَادَةِ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ عَلَى رَكْعَتَيْنِ. وَحَمَلُوا هَذَا الْحَدِيثَ عَلَى أَنَّهُ بَيَانٌ لِلْأَفْضَلِ لَا أَنَّ غَيْرَهُ مُمْتَنِعٌ؛ فَقَدْ صَحَّ مِنْ فِعْلِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنَّهُ كَانَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً يُوتِرُ مِنْ ذَلِكَ بِخَمْسٍ لَا يَجْلِسُ فِي شَيْءٍ إلَّا فِي آخِرِهَا. رَوَاهُ الشَّيْخَانِ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ. وَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِهَا: كَانَ يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلَا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ. اهــ.
وتلك الزيادة هي من صلاة الليل عموما، وإن نويتها من صلاة التراويح كانت منها.
والله أعلم.