الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله لنا ولك التوفيق لكل خير وأن يهدينا وإياك لطاعة الله رب العالمين واتباع سنة سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.
واعلمي أنه يجب عليك طاعة والديك في كل ما يأمراك به، إلا أن يأمرا بمعصية فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وأحسني إليهم بالكلمة الطيبة، واحرصي على هدايتهم بكل الوسائل الممكنة من الكتب والمجلات النافعة وغير ذلك.
وأما بشأن الزواج فاحرصي أن يكون من ترضين به زوجا ممن يلتزم هدي السلف الصالح ويعتقد عقائد أهل الحق، فإن أراد أهلك تزويجك برجل على خلاف ما ذكرنا من الوصف فإما أن يكون ممن يعتقد عقائد فاسدة كفرية فلا يجوز القبول به زوجا، ومن العقائد الكفرية بدعة القول بخلق القرآن، وبدعة نفي صفات الله تعالى أو القول بأن الصحابة ارتدوا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا نزرا يسيرا، وهكذا القول بتحريف القرآن الكريم، ودخول النقص أو الزيادة عليه، أو القول بأن الأولياء يعلمون ما كان وما يكون ومتى يموتون وأين سيقبضون أو الطعن في أبي بكر وعائشة رضي الله عنهما مع تزكية القرآن لهما، أو القول بأن الله تعالى يحل في شيء من مخلوقاته في علي أو غيره.
وإن كان لا يعتقد شيئا من العقائد الكفرية ولديه عقائد مفسقة أو أفعال مفسقة فليس هذا الرجل الفاسق باعتقاده أو عمله بكفء للدينة العفيفة فلا يزوج وإن زوج ففي صحة هذا النكاح خلاف شهير:
فمن أهل العلم من ذهب إلى عدم صحة هذا النكاح، ومنهم من ذهب إلى صحته مع الكراهة.
قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في فتح الوهاب: (فليس فاسق كفء عفيفة) وإنما يكافئها عفيف وإن لم يشتهر بالصلاح شهرتها به والمبتدع ليس كفء سنية. اهـ.
أما إن كان لا يعتقد شيئا من العقائد المكفرة ولا من العقائد المفسقة فلا مانع من الزواج به والذي ننصح به هو ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي وغيره عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض.
والله أعلم.