الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الواقع ما ذكرت من أنك نويت في هذه اليمين أنك لم تفعل ذلك منذ عشر سنوات، فلا تحنث في يمينك، فقد ذكر الفقهاء أن نية الحالف تخصص يمينه، فتصرف يمينه إليها، ما دام اللفظ يحتمله.
قال ابن قدامة في المغني: مبنى اليمين على نية الحالف، فإذا نوى بيمينه ما يحتمله انصرفت يمينه إليه، سواء كان ما نواه موافقا لظاهر اللفظ، أو مخالفا له، فالموافق للظاهر أن ينوي باللفظ موضوعه الأصلي، مثل أن ينوي باللفظ العام العموم، وبالمطلق الإطلاق، وبسائر الألفاظ ما يتبادر إلى الأفهام منها، والمخالف يتنوع أنواعا أحدها: أن ينوي بالعام الخاص... ومنها: أن يحلف على فعل شيء، أو تركه مطلقا، وينوي فعله، أو تركه في وقت بعينه..... ومنها: أن يريد بالخاص العام. انتهى.
وننبه إلى أن من أراد سفرا، وكانت له زوجتان، أو أكثر، فلا يسافر بواحدة منهن إلا بقرعة، أو بالتراضي بينهن، ومن سافر بواحدة من غير قرعة فعليه القضاء للباقيات، أو الباقية إن كانت له زوجتان فقط.
والله أعلم.