الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لوالدتك وإخوتك، وأن يجعلهم في الدرجات العليا من الجنة، وأن يأجرك في مصابك، وأن يذهب حزنك، ويشرح صدرك إنه سميع مجيب.
أما كون الحزن على موت الوالدة والإخوان يكون سببًا في وفاة بقية الإخوة، فهذا لا أصل له، فإن أجل الإنسان في هذه الدنيا مكتوب قبل أن يولد فلا يزيد ولا ينقص، فقد قال تعالى: فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ [الأعراف:34]. وقال أيضا: وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا [المنافقون:11].
وفي الحديث المتفق عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- حدثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو الصادق المصدوق: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه ملكًا بأربع كلمات، فيكتب عمله، وأجله، ورزقه، وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح. إلى آخر الحديث...
فننصحك بالتخفيف على نفسك من الحزن، فإنه لا يجدي نفعًا، ولا يردّ قضاءً، لكن مجرد حزن القلب لا يأثم به الشخص.
وراجعي التفصيل في الفتوى: 25255.
والله أعلم.