الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما قمت به من البحث في هاتف أختك دون إذنها؛ غير جائز؛ لأنّه من التجسس المحرم، وكذا قيام أختك بالبحث في هاتفك دون إذنك.
وراجعي الفتوى: 30115.
فالواجب عليك ستر أختك، والتوبة إلى الله تعالى، والاعتذار منها.
وإذا كانت أختك تكلم أمّها أو أباها بغلظة أو تتعامل معهما بقسوة؛ فهذا منكر عظيم؛ فالإساءة إلى الوالدين وعقوقهما من كبائر الذنوب، والواجب على الولد برهما والإحسان إليهما، ومخاطبتهما بالأدب والتوقير والتواضع والكلام اللين.
وإذا كانت أقامت علاقة مع هذا الشاب؛ فعليها أن تتوب إلى الله وتقطع تلك العلاقة، فهذه العلاقات التي شاعت بين الشباب والفتيات بدعوى الحب والرغبة في الزواج؛ باب شر وفساد، وكم أوقعت في مصائب، وأورثت ندماً وحسرة.
وإذا حصل تعلق قلب رجل بامرأة أجنبية؛ فليس لهما أن يتبادلا الكلام أو المراسلة، ولكن الطريق المشروع هو التقدم لأهلها لطلبها للزواج إن كان قادرًا عليه، وإذا لم يتيسر لهما الزواج؛ فعليهما أن ينصرفا عن هذا التعلق، ويسعى كل منهما ليعف نفسه بالزواج، ويشغل وقته بما ينفعه في دينه ودنياه.
وراجعي الفتويين: 417166، 328249.
لكن إذا كان الشاب تقدم للزواج منها وكان كُفْئا لها؛ فلا حقّ لأبيها في منعها من الزواج منه ما دامت راغبة فيه، وإذا منعها كان عاضلاً لها.
قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: ومعنى العضل: منع المرأة من التزويج بكفئها إذا طلبت ذلك، ورغب كل واحد منهما في صاحبه. انتهى.
وراجعي الفتوى: 309898.
والله أعلم.