الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد عظم الله أمر الحيوانات وجعل تعذيبها سببا لدخول النار ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض.
فكان من واجبك أن لا تتهاون في أمر هذين الكلبين، وأن تحتاط في إطعامهما وشرابهما، أو أن تخلي سبيلهما ليحصلا لأنفسهما الأكل والشرب، ولكن بما أنك لم تتعمد تعذيبهما وقتلهما، وإنما حصل ذلك منك على سبيل النسيان والخطأ، فعسى أن لا يكون عليك فيه من إثم.
قال الله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا [الأحزاب:5]، وروى ابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.
وليس في فعلك هذا فدية وإنما يكفيك أنك لم تتعمده، وأنك تألمت من حصوله وندمت له ندما شديداً، ونسأل الله تعالى أن يتقبل صلاتك وحجك وصيامك.
والله أعلم.