الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن القول بأن "ما صح لنبي جاز لولي" لا نعلمه حديثاً مرفوعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما هي مقولة لبعض أهل العلم، إذ يقولون: إن كل معجزة وجدت لنبي يجوز أن تقع كرامة لولي. وهذا القول لا يصح بهذا الإطلاق، وإنما يتعين تقييده، فيستثنى ما وقع به التحدي لبعض الأنبياء، فإن الأولياء لا يصلون إلى مثله، وهذا ما اختاره الحافظ في "فتح الباري" وعده أعدل المذاهب.
وإن مما ينبغي ذكره هنا أن من عقيدة أهل السنة والجماعة إثبات كرامات الأولياء، ويعتقدون أن ما كان كرامة لولي فهو معجزة لنبيه، وذلك بسبب أن الولي ما نال هذه الكرامة إلا بسبب اتباعه لهذا النبي والتزامه بدينه.
والله أعلم.