الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ظاهرة الخصام والتشاجر بين المرأة وأهل زوجها هي ظاهرة منتشرة عند كثير من الناس، وهي في الحقيقة ظاهرة سيئة، وينبغي في حال حصولها أن يكون دور الزوج العدل والإنصاف بحيث يتحرى الحق وينصف المظلوم من الظالم، لا أن يقف إلى جانب أحد الطرفين وينصره على حساب الطرف الآخر.
قال الله سبحانه في الحديث القدسي: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. رواه مسلم. وعلى هذا، فإننا ندعو زوج هذه المرأة إلى تحري الحق فيما تنسبه أخواته إلى زوجته، فإن كان حقا نصحها ووعظها، وإن كان غير ذلك ألزم أخواته بالكف عن القول في زوجته.
أما أنت أيتها السائلة، فعليك بالصبر على تلك الأذية، وقابلي ذلك بالإحسان إلى زوجك وأخواته، ومن جملة ذلك امتثال ما طلب منك زوجك وذلك لأمرين:
أحدهما: أنه الوسيلة الوحيدة للمحافظة على أسرتك من التفكك وضياع ابنك.
وثانيهما: امتثال أمر الحق سبحانه في قوله: [ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ] (فصلت: 34-35).
ونذكرك بحديث أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله: إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليك مادمت على ذلك. رواه مسلم في صحيحه.
والله أعلم.