الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فليس من حق أم زوجك الدخول عليكم في البيت فجأة من غير استئذان، وتراجع للمزيد الفتوى: 110474.
وإن كان زوجك يريد البر بأمه، ويرضيها، ولا يريد أن يسخطها، فإن ذلك لا يكون بما فيه ضرر عليك، ولا يجوز لزوجك الموافقة على دخول أمه على هذه الحال المذكورة، بل عليه أن يناصحها في ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة، ففي هذا نوع من البر بها، فالوالدان ينكر ولدهما عليهما كما ينكر على غيرهما ولكن بمزيد من الرفق والأدب.
جاء في الآداب الشرعية لابن مفلح: قال أحمد في رواية يوسف بن موسى: يأمر أبويه بالمعروف، وينهاهما عن المنكر. وقال في رواية حنبل: إذا رأى أباه على أمر يكرهه يُعَلِّمُهُ بغير عنف، ولا إساءة، ولا يغلظ له في الكلام، وإلا تركه. وليس الأب كالأجنبي... انتهى.
ولا ينبغي لزوجك أن يغضب عليك لكونك نصحتِه في هذا الأمر، ونوصيك بالصبر عليه ما وسعك الصبر، والحذر من أن يتخذ الشيطان هذا الموضوع مدخلا للوقيعة بينكما.
ويمكنك أن تستعيني عليه ببعض المقربين إليه، ومن ترجين أن يستجيب لكلامهم لينصحوه، وأكثري من الدعاء له ولأمه بأن يهديهما الله، ويرزقهما الرشد والصواب.
والله أعلم.