الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالشرع الحنيف قد أمر بنبذ كل دعوة إلى العصبية المذمومة، سواء كانت دعوة إلى قومية أو قبلية أو غيرها من دعاوى الجاهلية، ففي الصحيحين من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دعوها فإنها منتنة. يعني العصبية المذمومة.
والذي على المرء أن يتعصب فيه ويوالي هو الإسلام، وقد أحسن الشاعر في قوله:
أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا افتخروا بقيس أو تميم
ومع هذا، فالمذموم من الانتماء العرقي إنما هو الانتماء الذي يراد منه التعاضد والتناصر لا باعتبار الحق والباطل، بل بالاعتبار العرقي فقط.
وأما إذا كان يراد منه التناصر بالحق، فلا بأس به.
قال شيخ الإسلام: المحذور من ذلك إنما هو تعصب الرجل لطائفته مطلقاً، فعلى أصل الجاهلية. فأما نصرها بالحق من غير عدول فحسن واجب أو مستحب.
والله أعلم.