الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أن قراءة القرآن عند القبور مختلف في مشروعيتها، ومن العلماء من رأى جوازها، ومنهم من رأى كونها بدعة محدثة، وقد رجحنا في فتاوى سابقة أن قراءة القرآن عند القبر بدعة محدثة غير مشروعة، كما في الفتوى: 300334.
كما بينا في الفتوى: 9804. أن تخصيص يوم الجمعة لزيارة القبور يعتبر بدعة إن كان عن اعتقاد أفضلية هذا التخصيص.
كما أن زيارة المرأة للقبور مكروهة عند جمع من الفقهاء، لا سيما مع كثرة الزيارة.
جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: فَمَذْهَبُ الْجُمْهُورِ أَنَّهُ تُكْرَهُ زِيَارَتُهُنَّ لِلْقُبُورِ، لِقَوْلِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَعَنَ اللَّهُ زَوَّارَاتِ الْقُبُورِ. انتهى
وعليه؛ فالذي ننصحك به هو ألا تكثري من زيارة قبر أمك، وألا تخصي يوم الجمعة بذلك.
وننصحك كذلك بألا تقرئي القرآن عند القبر، لكن تدعين لها، وتسألين لها المغفرة والرحمة.
وإذا قرأت القرآن في بيتك، ثم دعوت لها نفعها ذلك، وإذا قرأت شيئا من القرآن، ووهبت ثوابه لها، فإن ذلك ينفعها على ما نرجحه. وانظري الفتويين: 2288، 111133.
وإن قلدت من يرى خلاف ما أفتيناك به؛ فلا إثم عليك.
وانظري لبيان ما يفعله العامي في مسائل الخلاف الفتوى: 169801.
والظاهر -إن شاء الله- أنها لا تتأذى بهذا الصنيع، فلم يرد ما يفيد تأذي الميت بقراءة القرآن عنده.
والله أعلم.