الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالسحر: هو عُقَدٌ، ورقى، وكلام يتكلم به الساحر، أو يكتبه؛ ليعمل شيئًا في بدن المسحور، أو عقله، من غير مباشرة له.
وللسحر حقيقة، فمنه ما يقتل، ومنه ما يمرض، وغير ذلك، ولا يحدث إلا بإذن الله تعالى: وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ {البقرة:102}، وقال تعالى : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ {الفلق:1-4}، يعني السواحر اللاتي يعقدن في سحرهن، وينفثن عليه، ولولا أن له حقيقة؛ لما أمر الله بالاستعاذة منه، وقد ثبت في صحيح الإمام البخاري عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر حتى إنه ليخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله، وإنه قال لها ذات يوم: "أشعرت أن الله تعالى أفتاني فيما استفتيته؟ إنه أتاني ملكان، فجلس أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب (مسحور)، قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم، في مشط، ومشاطة، في جف طلعة ذكر، في بئر ذي أروان".
وكان سحره صلى الله عليه وسلم من باب التخييل فقط، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على بشرية النبي صلى الله عليه وسلم.
والمرء قد يصاب بالسحر، ويعلم أنه مسحور، إذا تغير حاله، ولا يدري ما سبب ذلك، وليس له سبب ظاهر.
وعلاجه إما باستخراج السحر نفسه، أو بقراءة القرآن على المسحور، بأن يقرأ بعض آيات من القرآن في إناء به ماء، ويشرب، ويغتسل بهذا الماء، فيقرأ سورة الفاتحة، وآية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، والمعوذات، والآيات: [117ـ 122] من سورة الأعراف، و[80-82] من سورة يونس، والآية: 69 من سورة طه، يقرأ تلك الآيات في ماء، على النحو المذكور سلفًا.
وعلى المرء أن يواظب على الطاعات، ويبتعد عن المعاصي، والمحرمات، ويكثر من ذكر الله، ويحافظ على أذكار الصباح، والمساء.
والله أعلم.