الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه العبارة وما في معناها جارية على ألسنة الدعاة والمنافحين عن السنة، فلا حرج فيها، لأنهم يقصدون بها أن أهل الضلالة من أراد منهم هدم الدين ويعلم أنه لا يستطيع ذلك عن طريق الطعن في القرآن، أو التشكيك فيه، فإنه يلجأ للطعن في السنة والتشكيك فيها، ظنا منه أن ذلك سينطلي على بعض عوام المسلمين، فمن يقول هذه العبارة من الدعاة يريد بها التحذير من شر هذه الفئة، والإنكار عليهم، والكشف عن مخططهم الخبيث، وحض الناس على الذب عن السنة ونصرتها والتمسك بها.
قال أبو يعلى في طبقات الحنابلة: وإذا سمعت الرجل يطعن على الآثار ولا يقبلها، أو ينكر شيئا من أخبار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاتهمه على الإسلام، فإنه رجل رديء المذهب والقول، وإنما يطعن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى أصحابه؛ لأنا إنما عرفنا الله وعرفنا رسوله وعرفنا القرآن وعرفنا الخير والشر والآخرة بالآثار، وأن القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى القرآن. اهـ.
والله أعلم.