الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله تعالى استخلف الناس على الأموال التي بأيديهم؛ كما قال جل وعلا: [وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ] (الحديد: 7).
قال القرطبي في تفسير الآية: فيه دليل على أن أصل الملك لله سبحانه، وأن العبد ليس له فيه إلا التصرف الذي يرضي الله فيثيبه على ذلك بالجنة. اهـ.
وحرم الله عليهم إضاعتها وتبذيرها، فقال: [وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا] (النساء: 5) أي قوام عيشكم الذي تعيشون به، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله كره لكم قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال. رواه البخاري.
وأمر الله عباده بالتوسط في الإنفاق، وحذرهم عاقبة ترك التوسط.
قال تعالى: [وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا] (الإسراء: 29).
يقول الإمام الطبري في تفسير الآية: ولا تبسطها بالعطية كل البسط فتبقى لا شيء عندك، ولا تجد إذا سئلت شيئا تعطيه سائلك. "فتقعد ملوما محسورا" يقول: فتقعد يلومك سائلوك إذا لم تعطهم حين سألوك، وتلومك نفسك على الإسراع في مالك وذهابه محسورا. اهـ.
فعلم مما تقدم أن من رزقه الله رزقا حسنا فبذر ولم يحسن التصرف فيه أن مآله إلى الفقر وذهاب ما بين يده جزاء عدم شكره للنعمة التي استخلفه الله عليها.
وأما ما سألت عنه من أدعية بهذا الخصوص فنوصيك بالدعاء الوارد وهو ما رواه ابن أبي شيبة وغيره مرفوعا: اللهم إني أسألك كلمة الإخلاص في الغضب والرضى، والقصد في الغنى والفقر.
وكذلك الدعاء الذي رواه مسلم في صحيحه وهو: اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك.
والله أعلم.