الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اختلف المفسرون في القطر المذكور في قصة ذي القرنين هل هو النحاس، أو الحديد، أو الصفر، أو الرصاص؟
قال ابن الجوزي في زاد المسير في علم التفسير: وفي القطر أربعة أقوال:
أحدها: أنه النحاس، قاله ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والفراء، والزجاج.
والثاني: أنه الحديد الذائب، قاله أبو عبيدة.
والثالث: الصفر المذاب، قاله مقاتل.
والرابع: الرصاص، حكاه ابن الأنباري. قال المفسرون: أذاب القطر ثم صبه عليه، فاختلط والتصق بعضه ببعض حتى صار جبلا صلدا من حديد وقطر. قال قتادة: فهو كالبرد المحبر، طريقة سوداء، وطريقة حمراء. اهـ.
كما اختلفوا في المذكور في قصة سليمان هل هو النحاس أو الحديد والنحاس؟
قال ابن جزي في التسهيل لعلوم التنزيل: وأسلنا له عين القطر قال ابن عباس: كانت تسيل له باليمن عين من نحاس، يصنع منها ما أحب، والقطر: النحاس، وقيل: القطر الحديد والنحاس وما جرى مجرى ذلك: كان يسيل له منه أربعة عيون، وقيل: المعنى أن الله أذاب له النحاس بغير نار كما صنع بالحديد لداود. اهـ.
والله أعلم.