الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالغالب أنّ الأب أحرص الناس على اختيار الزوج الصالح لابنته، وتحصيل مصالحها في الزواج وغيره، لما له من الخبرة والدراية، مع ما فطره الله عليه من الشفقة عليها.
لكن إذا رضيت الفتاة الرشيدة كفؤا؛ فليس لوليها منعها من تزوجه دون مسوّغ.
قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: إذا عضلها وليها الأقرب، انتقلت الولاية إلى الأبعد. نص عليه أحمد. وعنه رواية أخرى، تنتقل إلى السلطان... ومعنى العضل: منع المرأة من التزويج بكفئها إذا طلبت ذلك، ورغب كل واحد منهما في صاحبه. انتهى. وراجعي الفتوى: 32427.
وإذا اختارت الفتاة الرشيدة كفئاً واختار وليها كفئًا غيره؛ فالراجح عندنا أنّ اختيارها أولى من اختيار وليها.
قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: ولو أجاب الولي في حق المجبرة، فكرهت المجاب، واختارت غيره، سقط حكم إجابة وليها، لكون اختيارها مقدماً على اختياره. انتهى.
ونصيحتنا لك، أن تحاولي إقناع أبيك بالموافقة على هذا الخاطب، وتوسطي بعض الأقارب أو غيرهم ممن له وجاهة عند أبيك؛ حتى يرضى بتزويجك منه، فإن أصرّ والدك على عدم قبوله؛ فلعل الله تعالى يعوضك خيرًا منه.
والله أعلم.