الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحرفان المقصودان في كلام الشافعية هما: أي حرفين من حروف الهجاء، مثل: أخ، أح، أم، أهـ، وهكذا.
قال المحلي في شرحه على (منهاج الطالبين للنووي): (فصل: تبطل) الصلاة (بالنطق) عمدًا من غير القرآن، والذكر والدعاء على ما سيأتي. (بحرفين)، أفهما أو لا، نحو: قم وعن، (أو حرف مفهم) نحو: قِ من الوقاية ... (والأصح أن التنحنح، والضحك، والبكاء، والأنين، والنفخ إن ظهر به) أي: بكل مما ذكر (حرفان - بطلت، وإلا فلا) تبطل به. والثاني: لا تبطل به مطلقًا؛ لأنه ليس من جنس الكلام. انتهى.
ومقابل (الأصح) هو: (الصحيح)، ويجوز التعبد لله تعالى بالصحيح؛ إذ غاية ما فيه أنه مقابل المعتمد في المذهب، مع أنه صحيح في نفسه. والتعبير بـ(الأصح): يدل على كون الخلاف بين وجهين لأصحاب الشافعي، مستخرجين من قواعد الإمام ونصوصه، وأن (الأصح) هو: الراجح، وأن مقابله (الصحيح) مرجوح، ويدل التعبير بـ(الأصح) على قوة الخلاف بقوة دليل المقابل.
قال الشرواني في حاشيته على (تحفة المحتاج): إذا تحقق كونهما [الوجهان] من اثنين [من المجتهدين في المذهب] خرج كل واحد منهما من هو أهل للترجيح، فيجوز تقليد أحدهما. انتهى.
والله أعلم.