الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمحبة تلاوة كتاب الله تعالى نعمة عظيمة منه سبحانه لدلالتها على صلاح القلب واطمئنانه لذكر الله تعالى، فقد قال تعالى: [ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ] (الرعد: 28)
وهذه التلاوة أجرها عظيم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف. رواه الترمذي وصححه الشيخ الألباني.
والإسرار بتلاوة القرآن أفضل تحريا للاخلاص وبعدا عن الرياء، ففي سنن الترمذي عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب. ومعنى هذا الحديث أن الذي يسر بقراءة القرآن أفضل من الذي يجهر بقراءة القرآن؛ لأن صدقة السر أفضل عند أهل العلم من صدقة العلانية، إنما معنى هذا عند أهل العلم لكي يأمن الرجل من العجب، ولأن الذي يسر العمل لا يخاف عليه العجب ما يخاف عليه من علانيته. انتهى. والحديث صححه الشيخ الألباني.
ويتأكد الإسرار بالقراءة في حق المرأة إذا خيفت الفتنة بسبب سماع صوتها من طرف الرجال الأجانب.
وللتعرف على فضل الاستماع إلى تلاوة القرآن راجعي الأجوبة التالية:
كما أن تدبر معانى كتاب الله تعالى من أهم مقاصد القراءة لما يترتب عليه من الفهم والاعتبار، قال تعالى: [كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ] (صّ:29). وللمزيد عن هذا الموضوع راجعي الفتوى رقم:25371.
وعليه؛ فمن الأفضل في حقك الإسرار بالقراءة حفاظا على الإخلاص والبعد عن الرياء، إضافة إلى الحصول على ميزة التدبر والاعتبار، ثم عليك بذل الجهد في إتقان التلاوة إذا وجدت سبيلا إلى ذلك كالالتحاق ببعض مراكز تحفيظ القرآن الكريم الخاصة بالنساء إن كانت موجودة في بلدك أو عن طريق التعلم بوسيلة أخرى مباحة، فقد قال بعض أهل العلم بوجوب تجويد كتاب الله تعالى.
حيث قال الإمام ابن الجزري في منظومته:
والأخذ بالتجويد حتم لازم من لم يجود القرآن آثمُ.