الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن المعلوم أن القرآن العزيز جار على أساليب العرب في كلامها، قال تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [يوسف: 2].
والقرآن في أعلى ذروة البلاغة، وأقصى أمد الفصاحة، بحيث يعجز الإنس والجن مجتمعين عن الإتيان بمثله، أو بمثل بعضه: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا [الإسراء: 88].
وما دام القرآن جاريًا على وفق التراكيب العربية، فإنه الأنموذج الأعلى للبلاغة، واستخراج أساليب البلاغة منه، سواء الأمثلة المذكورة في السؤال أو غيرها، مما لا حرج فيه، بل هو من أهم ما يُعنى به طالب العلم لمزيد فهم القرآن، ومعرفة تراكيبه وأسلوبه المعجز، وهو مما تطابق على استعماله أهل العلم عبر العصور، فدع عنك هذه الوسوسة في هذا الباب، ولا تطمس شيئًا مما في تلك الكتب.
والله أعلم.