الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الإقدام على النذر المعلق، مكروه، لنهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عنه. ففي صحيح مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لا تنذروا، فإن النذر لا يغني من القدر شيئًا، وإنما يستخرج من البخيل. وراجع للمزيد الفتوى: 231499.
وعليه؛ فلا ينبغي لك نذر الصيام المتتابع حتى تُقْضَى حاجتك، فقد يتأخر قضاء حاجتك، فيشق عليك الوفاء بما نذرت، أو يعسر، أو تتساهل في ذلك، فتكون مذمومًا عند الله تعالى.
وقد جاء في الحديث الذي أخرجه الشيخان أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: يا أيها الناس، خذوا من الأعمال ما تطيقون.
قال الإمام ابن حجر في الفتح: وفي قوله صلى الله عليه وسلم: مه، عليكم ما تطيقون من الأعمال، إشارة إلى كراهة ذلك خشية الفتور والملال على فاعله، لئلا ينقطع عن عبادة التزمها، فيكون رجوعًا عمّا بذل لربه من نفسه. اهـ. بتصرف.
ولا شك أن رجوع الإنسان عمّا التزمه بطريق النذر أشد.
والأفضل من ذلك الإكثار من الدعاء لقضاء حاجتك، والتقرب إلى الله -تعالى- بما تستطيع من نوافل الصوم، وأعمال الخير. وراجع للفائدة الفتوى: 69960.
والله أعلم.