الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز فعل ذلك مطلقًا؛ وذلك لأسباب عدّة:
منها: ما في ذلك من الكذب، والغش، وتضييع الأمانة، وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ {الأنفال: 27}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من غش فليس منا. رواه مسلم.
ومنها: مخالفة الشروط المعتبرة للحصول على شهادة الطب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: المسلمون على شروطهم. رواه البخاري تعليقًا، وأبو داود، والترمذي، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني.
ومنها: ما سيكون في الشهادة من الزور إذا لم يحضر الطالب هذه الفترة التدريبية؛ لأنها تُسجل في شهادة التخرج على أنها مدّة قضاها المتدرب في تخصص معين -كما ذكر السائل-، وقد قال الله تعالى: وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ {الحج: 30}.
ومنها: أن إجبار الجهات المختصة لطلبة الطب على التدريب، إنما كان مراعاة للمصلحة العامة، وتحصيلًا للمهارة المطلوبة في هذا المجال الحساس، وما كان كذلك، وجب الالتزام به ظاهرًا وباطنًا، والقاعدة في ذلك أن: (تصرف الراعي على الرعية، منوط بالمصلحة، فحيث وجدت لزمت طاعته).
وكون التدريب يكون بعضه في مجال يبغضه الطالب، ولا يريد التخصص فيه، لا يعفيه من المسؤولية، فإنه من المعروف أن التدريس في هذا المجال يستهدف أولًا تحقيق قاعدة عامة في مجالات الطب إجمالًا، ثم يأتي التخصص بعد ذلك.
والله أعلم.