الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك، وأن يرزقك الصبر على البلاء، وأن يأجُرك في مصيبتك، ويعوّضك خيرًا.
والواجب على المؤمن إذا أصابه شيء من ابتلاءات الدنيا وآلامها، التي لا تخلو منها الحياة؛ أن يفزع إلى إيمانه، واستحضار التسليم لأقدار الله، والصبر على قضائه، هذا الذي ينفع في مثل هذه المواقف.
أما الجزع، وإيذاء النفس، فهو ضرر محض، لا نفع فيه.
ولا شك أنَّك أخطأت خطأ بالغًا عندما جرحت نفسك؛ فإنَّ إيذاء الإنسان نفسه، وتعريضها للتلف والهلاك مما حرَّمته الشريعة الغرّاء.
وطالما أنك تبت إلى الله تعالى، وندمت على ما فعلت؛ فنبشرك بتوبة الله تعالى عليك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
هذا، وربما يكون قد فاتك ثواب الصبر عند الصدمة الأولى بسبب جزعك وإيذاء نفسك، لكن بعد توبتك وندمك وصبرك واحتسابك؛ فأنت على خير، ولا يفوتك ثواب الصابرين على البلاء -إن شاء الله تعالى-.
وللفائدة، انظر الفتاوى: 359527، 49668، 176239، 146813، 292390.
والله أعلم.