الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الوالد يأمر أولاده بالصلاة، ويحرص على إيقاظهم لها؛ حتى يدركوها في وقتها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرّقوا بينهم في المضاجع. رواه أبو داود، وغيره، وقال الشيخ الألباني: حسن صحيح. وراجع المزيد في الفتوى: 129250، وهي بعنوان: "أحكام إيقاظ البالغ وغير البالغ لأجل الصلاة".
وصراخ الأب على الابن عند إيقاظه للصلاة، قد لا يقصد الأب به إلا الشفقة، والحرص على إيقاظ ابنه، وأنه قد لا يستيقظ إلا بهذه الوسيلة، وإن كان غيرها قد يكون أولى منها -إن كان يُجدِي معه-.
وينبغي للابن أن يَشعُر بالسعادة لأجل حرص والده على إيقاظه للصلاة، وأن يستجيب فورًا، ولا يتكاسل عن هذه الفريضة العظيمة، ولا يُشعِر أباه بالتسخّط من طريقته له في إيقاظه.
ويمكنه تنبيهه -بلطف، وحكمة- على أنه يستطيع استعمال وسائل لإيقاظه غير تلك الوسيلة.
والله أعلم.