الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الابن يجب عليه بر أبويه والإحسان إليهما والبعد عن الإساءة إليهما وما يؤدي لإغضابهما، وإذا ناقشهما في موضوع ما فليكن حواره لهما بالحسنى والأدب والغض من الصوت والتواضع، فقد قال الله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [الإسراء:23-24]، وليس مجرد الخلاف معهما في فكرة وحوارهما بالأدب من العقوق إذا كان الولد محقا، إلا أن البعد عن نقاشهما فيما ليس من الأمور الدينية أفضل، وأما رفع الصوت عليهما أثناء النقاش فإنه لا يجوز لما فيه من إساءة الأدب ثم إن العقوق ليس معدوداً من المعاصي التي تحبط الأعمال، والواجب عليك أن تتوب توبة صادقة من إغضاب أبويك ومن التقصير في العبادات وأن تبعد عنك الوساوس الشيطانية، وتبحث عن صحبة صالحة تدلك على الخير وتجرك إليه وأكثر من تلاوة القرآن ومطالعة كتب الترغيب والترهيب، وواظب على الصلاة في الجماعة وحضور مجالس العلم، وراجع في تحريم العقوق وبيان المعاصي المحبطة للأعمال ووجوب احترام الوالدين وإبعاد الوساوس في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 11649، 5925، 39230، 34468، 35296، 41314، 46030، 36613، 34477، 48325.
والله أعلم.