الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأولى بمن يريد نصح الخلق وإرشادهم، أن يحرص على نشر نصوص الوحيين؛ لأن تأثيرها في القلوب أقوى؛ ولأن أسلوبها أبلغ وأهدى، فقد قال الله تعالى: قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ {الأنبياء: 45}، وقال سبحانه وتعالى: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ {الأنعام: 19}، وقال تعالى: فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ {ق: 45}، وقال سبحانه: وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا {الفرقان: 52}، وقال تعالى: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ {الزمر:23}.
واما الأنشودة المذكورة، فمن البديهي أن صاحبها لا يريد نسبة ألفاظها بالكلّية إلى الله؛ وإنما يقصد مضامينها، ولعله يذكّر بحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له. رواه البخاري، ومسلم.
وفي رواية لمسلم: إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه، ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من سائل فيعطى، هل من داع فيستجاب له، هل من مستغفر يغفر له، حتى ينفجر الصبح.
وبناء عليه؛ فلا نرى أن عليك إثمًا، ولا كفارة في نشرها. ولكن الأولى نشر نصوص الوحيين؛ لأن فائدتها أقوى. وراجع الفتوى: 406492.
والله أعلم.