الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانا قد تابا من تلك العلاقة، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وعليهما أن يكفا عن كل وسيلة للتواصل.
وأمّا الوعد بالنكاح، فلا يلزمه، ولا يلزمها، فإن بدا لأحدهما خلاف ما وعد به، فلا إثم عليه، وإن كان الوفاء بالوعد أولى ما لم يكن في ذلك ضرر، فإن رأى هذا الشاب أن تلك الفتاة لا تناسبه، فلا حرج عليه في أن يتزوج بغيرها، ولا إثم عليه في ذلك، حتى وإن كانت هي متعلقة به.
لكن إن كانت ذات دين وخلق، وكانت قد صحت استقامتها وتوبتها، فإنها لا تحمل شيئًا من وزر قريباتها المتهتكات، وقد قال الله تعالى: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الإسراء: 15}، وقال سبحانه وتعالى: كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ {المدثر: 38}.
فإن كان متحققًا من صحة ديانتها واستقامتها، فليتزوجها وفاء بوعده، وإحسانًا إليها باستنقاذها من براثن الشر وبيئة الفساد.
والله أعلم.