الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت بالاهتمام بالقرآن، فهو أولى ما ينبغي تعلّمه وتدارسه، فمنه يستمد المسلم عقيدته، وأحكامه، وأخلاقه، وبه يعرف عبادته، وما يرضي ربه، وفيه ما يحتاج إليه من التوجيهات والإرشادات في الأخلاق والمعاملات.. ولذلك جاء في وصف هذا الكتاب: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا {الإسراء:9}، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ {يونس:57}، وقال تعالى: وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ {فصلت: 44}.
وإن مما يساعد على مطلوبك: أن تحضري من كتب التفسير المبسطة الأسلوب، وتستعيني بسماع بعض دروس العلماء التي يلقونها باللهجة المحلية.
وإياك أن تتكلفي القول بغير علم، فقد روى الترمذي، وأبو داود، والنسائي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال في القرآن برأيه، أو بما لا يعلم، فليتبوأ مقعده من النار.
وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي: من قال في القرآن برأيه، أي: بغير دليل يقيني، أو ظني، نقلي، أو عقلي مطابق للشرعي، قاله القاري ومن قال -أي من تكلم- في القرآن، أي: في معناه، أو قراءته برأيه، أي: من تلقاء نفسه، من غير تتبع أقوال الأئمة من أهل اللغة والعربية المطابقة للقواعد الشرعية، بل بحسب ما يقتضيه عقله، وهو مما يتوقف على النقل، وقوله: من قال في القرآن -أي في لفظه، أو معناه، برأيه، أي: بعقله المجرد، فأصاب، أي: ولو صار مصيباً بحسب الاتفاق، فقد أخطأ، أي: فهو مخطئ، بحسب الحكم الشرعي. اهـ.
والله أعلم.