الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن زيارة القبور للرجال مشروعة بلا خلاف، ولا فرق في ذلك بين قبور الرجال، وقبور النساء؛ كما يظهر من عموم الأحاديث الصحيحة، وكلام أهل العلم.
وعليه؛ فيجوز أن تزور قبر قريبتك، وتدعو لها بالرحمة، والغفران، أو غير ذلك من الأدعية.
جاء في المغني لابن قدامة: لا نعلم بين أهل العلم خلافاً في إباحة زيارة الرجال القبور، وقال علي بن سعيد: سألت أحمد عن زيارة القبور، تركها أفضل عندك أو زيارتها؟ قال: زيارتها، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، فإنها تذكركم الموت. رواه مسلم، والترمذي بلفظ: فإنها تذكر الآخرة. اهـ.
وقال النووي في المجموع: فاتفقت نصوص الشافعي والأصحاب على أنه يستحب للرجال زيارة القبور، وهو قول العلماء كافة، نقل العبدري فيه إجماع المسلمين، ودليله مع الإجماع: الأحاديث الصحيحة المشهورة، وكانت زيارتها منهيًا عنها أولاً، ثم نسخ، ثبت في صحيح مسلم -رحمه الله- عن بريدة -رضي الله عنه- قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها. وزاد أحمد بن حنبل، والنسائي في روايتهما: "فزوروها، ولا تقولوا هجرًا" والهجر الكلام الباطل. اهـ. وراجع للمزيد الفتوى: 189425.
والله أعلم.