الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا وعدتِ الخاطب بالبقاء في العمل والمساهمة معه في نفقات البيت، وكنت عازمة على ترك ذلك؛ فهذا كذب غير جائز، أمّا إذا وعدتِ وفي نيتك الوفاء بالوعد، ثم بدا لك بعد ذلك ترك العمل للتفرغ لتربية الأولاد؛ فهذا جائز.
قال ابن رجب الحنبلي -رحمه الله- في جامع العلوم والحكم: إذا وعد أخلف، وهو على نوعين: أحدهما: أن يَعِد ومن نيته أن لا يفي بوعده، وهذا أشر الخلف، ولو قال: أفعل كذا إن شاء الله تعالى، ومن نيته أن لا يفعل، كان كذبًا وخلفًا، قاله الأوزاعي.
الثاني: أن يَعِد، ومن نيته أن يفي، ثم يبدو له فيخلف من غير عذر له في الخلف. انتهى.
وقال العيني -رحمه الله- في عمدة القاري شرح صحيح البخاري: وبقوله: (إذا وعد أخلف) نبه على فساد النية؛ لأن خلف الوعد لا يقدح، إلا إذا عزم عليه مقارنًا بوعده، أما إذا كان عازماً ثم عرض له مانع، أو بدا له رأي؛ فهذا لم توجد فيه صفة النفاق. انتهى.
ونصيحتنا لكِ؛ أن تكوني صادقة واضحة مع من يتقدم لزواجكِ، وتصارحيه برغبتكِ في ترك العمل خارج البيت بعد الزواج؛ فهذا أقطع للنزاع، وأبعد عن الشقاق، وأدعى للوفاق.
واجتهدي في دعاء الله تعالى أن يرزقكِ الزوج الصالح، الذي تقرّ به عينكِ، ويكفيكِ مؤنة الكسب، ويكون عونًا لكِ على طاعة الله، وأحسني ظنّكِ بربكِ، فهو قريب مجيب.
والله أعلم.