الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي أن يعلم أن صلاة الاستخارة سنَّة، وليست واجبة، وتسن عند الهم بالأمر والعزم عليه، وتصديق ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الاستخارة: إذا همّ أحدكم بالأمر. ووقع في حديث ابن مسعود بلفظ: إذا أراد أحدكم أمرًا. رواه الطبراني، وصححه الحاكم.
جاء في عون المعبود: .. فلا يستخير إلا على ما يقصد التصميم على فعله، وإلا لو استخار في كل خاطر لاستخار فيما لا يعبأ به، فتضيع عليه أوقاته. اهـ.
فما سمعته من وجوب صلاة الاستخارة قبل الدعاء بالزواج من امرأة تحبها، غير صحيح، ولا حرج عليك في الدعاء بالزواج منها دون استخارة، فإذا عقدت العزم على التقدم لخطبتها، فهنا تشرع الاستخارة، وراجع للفائدة الفتويين: 65932، 126111.
ولا حرج عليك في ربط الدعاء بتحقق أمر في فترة معينة، وليس هذا من الاستعجال المنهي عنه، وراجع للفائدة الفتوى: 54325.
وأمَّا بخصوص تحقيق اليقين المطلوب للإجابة، فقد فصّلنا القول فيه في الفتوى: 187359.
وخلاصته أن المراد باليقين المطلوب أن تكون عند الدعاء على حال تستحق فيها الإجابة، من إخلاص النية، وحضور القلب، واتيان المعروف، والابتعاد عن المنكر، أو أن تكون معتقدًا تحقق الإجابة، ولكن لا يلزم من الإجابة أن يتحقق لك ما تطلب؛ فالله سبحانه وتعالى أعلم بما فيه مصلحة العبد، فهو يمنحه ما يشاء، ويدَّخر له ما يشاء، فليسأله بيقين، ولن يذهب دعاؤه سدى إذا توفرت شروط إجابة الدعاء، وانتفت الموانع.
والله أعلم.