الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أخطأت في حق صديقك أولًا، وفي حق ذلك المعلم ثانيًا، فإن كنت فعلت هذا بغير علم صديقك وإقراره لك، فعليك أن تبيّن له ما حصل، وتستحلّه منه؛ لأنه اعتداء عليه ترتب عليه ضرر من تشويه سمعته، وإفساد العلاقة بينه وبين ذلك المعلم.
وأمَّا إن كان ذلك بعلمه، فقد بقي حق ذلك المعلم، فيرجى أن يكفر ذلك الذنب عنك دعاؤك له بالهداية، وقد بيّنا أن غيبة الكافر، وكذا أذيته لا تجوز ما لم يكن محاربًا، وهذا الذي فعلته هو من الأذية لذلك المعلم، فيكون محرّمًا، وانظر الفتوى: 219355، وإنما لم نطلب منك استحلال هذا المعلم؛ لكونه لا يعلم كون الأذية حاصلة منك، ولغلبة الظن بكونه نسي الأمر برمته، فيكون في إخباره مفسدة راجحة على المصلحة، وانظر الفتويين: 171183، 397057.
والله أعلم.