الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالصامت لا يعتبر مسبِّحًا، ولا ذاكرًا إلا إذا أراد أنه يسبح بقلبه، وحينئذ لا ينسب التسبيح لصمته، وإنما ينسب لقلبه الذاكر.
ومن المعلوم أن كل شيء في هذا الكون يسبح بحمد الله تعالى، ويشمل ذلك جوارح الإنسان، ولكن الصمت صفة عدمية، لا ينسب لها شيء، ويدل لتسبيح الكائنات لله -عزَّ وجلَّ- قول الله تعالى: سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {الحشر: 1}، وقوله تعالى: وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ {الإسراء: 44}.
قال القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: قوله تعالى: {سبح لله ما في السماوات والأرض}، أي: مجَّد الله، ونزَّهه عن السوء.
وقال ابن عباس: صلى لله «ما في السموات» ممن خلق من الملائكة «والأرض» من شيء فيه روح، أو لا روح فيه. اهـ. وراجع للفائدة الفتوى: 132358.
وعليه فالأولى اجتناب مثل هذا، وفيما أثر من ألفاظ التسبيح والتنزيه وصح معناه واتضح، غنية عن التكلف بسجع ألفاظ وابتهالات قد لا يسلم معناها.
والله أعلم.