الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يعيننا وإياك على تطبيق ما علمنا من ديننا الحنيف، واعلمي أن نمص الحاجبين محرم لما روى الشيخان من حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله.
وقال ابن قدامة في المغني: فهذه الخصال محرمة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن فاعلها، ولا يجوز لعن فاعل المباح.
واستثنى أهل العلم من هذا النهي مسألتين هما:
1- أن يكون الفعل لضرورة العلاج الذي لا يتم إلا بالأخذ منها، فإن من القواعد المسلمة أن الضرورات تبيح المحظورات.
2- أن يكون شعر الحاجبين زائداً على المعتاد زيادة مشينة للخلقة، بحيث تصل إلى حد التشويه، وراجعي في هذا فتوانا رقم: 1007، وراجعي في الخلاف في نمص الحاجبين من أجل الزوج الفتوى رقم: 17609.
وقد تبين مما ذكرنا رجحان حرمة النمص، ولا ينبغي للعاقل الذي يريد التمسك بمبادئ الدين الحنيف أن يترك القول الراجح ويبحث عن الأقوال الضعيفة.
وعليه فلا تستمعي إلى أولئك الذين يقولون لك إن إزالة الزوائد التي حول حاجبيك ستجعلك أجمل، لأن طلب الجمال بتغيير خلق الله هي علة الحرمة كما دلت عليه كلمة "للحسن" التي في الحديث السابق.
والله أعلم.