الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن فهم وفقه القرآن بالنسبة لمن قرأه في ثلاث يختلف فيه حال الناس بحسب مؤهلاتهم اللغوية والعلمية والإيمانية، فإن من عنده علم بلغة العرب من أهل الإيمان يفهم منه ويفقه أكثر مما يفقه غيره، ومن لا علم عنده باللغة قد لا يفقه منه إلا القليل، ومن لا إيمان عنده قد لا يفقه منه شيئاً كما أخبر الله عن حال بعض الكفار فذكر أنهم لهم قلوب لا يفقهون بها، والمقصود بالحديث أن من قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقه أي لم يفهم ظاهر معانيه في هذه المدة كذا قال صاحب شرح الجامع الصغير وصاحب شرح سنن ابن ماجه.
ولا يفهم من الحديث أن قراءته في أقل من ثلاث لا تجوز، إذ المنفي في الحديث هو الفقه والفهم وليس ثواب القراءة، فلا يلزم من عدم فهمه في أقل من ثلاث تحريم قراءته في أقل منها، كذا قال العراقي.
ويدل لهذا أنه نقل عن كثير من السلف ختم القرآن في أقل من ثلاث، كما نقله النووي في التبيان فيمكن الاطلاع على كلامه كاملاً في التبيان وهو موجود في مكتبة الشبكة، وراجع الفتوى رقم: 25666، والفتوى رقم: 49523، والفتوى رقم: 35005.
تنبيه: الحديث من رواية عبد الله بن عمرو بن العاص وهو صاحب القصة وليس من رواية عبد الله بن عمر فتنبه!!
والله أعلم.