الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الكذب عموماً لا يجوز، سواء كان على الكبار أو كان على الصغار، وهذا شيء مُسلَّم به عند كل مسلم كما أشارت السائلة الكريمة إليه، ولكن أهل العلم بناء على أحاديث صحيحة ومقاصد شرعية رخصوا للمسلم إذا اضطر إلى الكذب أو دعته مصلحة لذلك أو دفع مضرة أن يستخدم التورية أو المعاريض، كما قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى: باب: المعاريض مندوحة عن الكذب، وقالت أم سليم لزوجها أبي طلحة عند ما سألها عن ابن لهما كان مريضاً وقد توفي، قالت: هدأ وأرجو أن يكون قد استراح، فظن أبو طلحة أن الولد قد تعافى أو شفي.
وعلى هذا، فبإمكان المرأة أن تستخدم هذا النوع من الكلام إذا كان في ذلك مصلحة تريد تحقيقها أو مضرة تريد دفعها، حتى لا تكذب على ابنها الكذب المحرم، والذي تترتب عليه عواقب وخيمة بالنسبة لتربية الطفل.
وبإمكانها إذا ثبت لديها أن هذه وسيلة ناجعة لحل مشكلة الغيرة عند الطفل أن تقول له هذه الهدية من عند أخيك تعني أنها أخذتها من عنده، لأنها كانت موجودة عنده أو تحت رأسه مثلاً، ولا تقول هذا أعطاها لك أخوك، لأن هذا صريح في الكذب لأن أخاه المولود لا يستطيع العطاء، ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 36684.
والله أعلم.