الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كتاب المستطرف في كل فن مستظرف من كتب الأدب التي كتبت في القرون المتأخرة، ولذلك فإنه تأثر بمن تقدمه كالجاحظ وابن عبد ربه ونحوهما.
والكتاب مكتوب بلغة ضعيفة، وهو على ما فيه من الحكم والأخلاق وذكر آداب العرب الحميدة والنوادر والملح والمستغربات، يكثر فيه النقل عن الإسرائيليات دون تمحيص، ويذكر ملوك الفرس قبل الإسلام ويثني عليهم ويظهر مآثرهم وكأنهم ملوك الإسلام.
والكتاب متوسع في ذكر الجواري والنساء وأخبار مواقعتهن بأسلوب فاحش بذيء، كما أنه يصف ما يكون بين الزوج وزوجته، وفي الكتاب الكثير من الشعر السيء الذي يمدح الخمر ويزينها لشاربيها، كما أنه يبيح الغناء واستعمال المعازف ويعيب على من حرمهما.
وبالجملة الكتاب يغني عنه غيره من كتب الأدب، خاصة الكتب التي صنفها الإمام ابن قتيبة، فقد كان الرجل عالماً أديباً، وكان يلقب بأديب السنة، وله أدب الكاتب وعيون الأخبار.
وأما من جهة اعتقاد (الأبشيهي) صاحب المستطرف، فلم يتح لنا معرفة ذلك من خلال كتابه أو ما بين أيدينا من المصادر التي ترجمت له.
والله أعلم.