هل يقع الطلاق بكلمة الانفصال؟

30-10-2025 | إسلام ويب

السؤال:
صار بيني وبين زوجي خلاف منذ نهاية مايو الماضي، وهجرني لأكثر من شهر، ولم أطق الهجر، فصرت أترجاه بالرسائل وبالقول أن أنام معه في الغرفة، ولم يأذن لي بذلك. وفي الأسبوع الأخير من يوليو انفجر غاضبًا وصارت كلماته تنزل علي كالسياط، وأنا أترجاه أن يكف عن ذلك، ويعلم الله أن لساني لم ينطق أبدًا بسوء، ولم أجادله. بعدها بأيام طلب مني أن أسافر إلى إخوتي، ومن هناك سنتفاهم، فقلت له أنا لا أريد أن أسافر وليس لي غرض في هذا السفر، وتحت إصراره وافقت وسافرت في 12 أغسطس، وأثناء توصيلي إلى المطار سألته متى أعود، قال لي it is up to you. أكملت الآن أكثر من شهرين، خلالها أرسلت له عدة رسائل اعتذرت له فيها، اتصلت به اليوم لأخبره بأنني سئمت الجلوس، وليس لدي مصاريف، واشتقت لبيتي، وأود الرجوع إلى بيتي، تناقشنا وقال لي (نحن منفصلان) لم أسمع منه أي كلمات طلاق أثناء نقاشنا، سمعت منه فقط «نحن منفصلان الآن»، وفي رسالة كتب لي «الانفصال أحسن من الإرهاق النفسي»، فهل هذا يعتبر طلاقًا؟

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهاتان العبارتان المتضمنتان للانفصال لا يقع بهما الطلاق إن لم ينو بهما زوجك الطلاق؛ لأنهما من كناية الطلاق، وهي اللفظ الذي يتضمن معنى الفرقة.

قال الخطيب الشربيني الشافعي في مغني المحتاج: ضابط الكناية كل لفظ له إشعار قريب بالفراق، ولم يَشِعْ استعماله فيه شرعًا ولا عرفًا -كسافري، واخرجي-... انتهى.

 وحكم الكناية أن الطلاق لا يقع بها، إلا إذا نواه الزوج، قال الدمياطي الشافعي في إعانة الطالبين: وحكمها أنها تحتاج إلى نية إيقاع الطلاق بها. انتهى.

وننصح بأن يتدخل العقلاء من أهلك، وأن يسعوا في الإصلاح، ويذكروا زوجك بأن يتقي الله في نفسه وفيك، وأنه إن لم يكن قد طلقك أن يمسكك بمعروف، أو يفارقك بإحسان.

والله أعلم.

www.islamweb.net