الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن إطعام الكافر لا حرج فيه، فإن الله يصبر عليهم ويطعمهم كما في الحديث: ما أحد أصبر على أذى يسمعه من الله إنهم يجعلون له ندا ويجعلون له ولدا وهو مع ذلك يرزقهم ويعافيهم ويعطيهم. رواه البخاري ومسلم. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يطعم ضيوف الكفار وأساراهم كما في قصة ثمامة بن أثال وغيره. ومتاع الدنيا شيء زهيد لا يساوي جناح بعوضة، فلذلك سمح الله للكفار بالا ستفادة منه. ففي الحديث: لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء. رواه الترمذي وصححه. وأما الآية فهي لا تفيد اختصاص المؤمنين بمتاع الدنيا دون الكفار، وإنما اختص المؤمنون بالطيبات في الآخرة، كذا قال ابن كثير والقرطبي. وقد ذكر القرطبي أيضا أن قوله: قل هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ {الأعراف: 32}، يحتمل أن يكون المراد منه أن الطيبات خالصة في الآخرة لمن آمنوا في الحياة الدنيا.