الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أباح الشرع تأديب الطفل الذي في سن يعي فيها الغرض من التأديب، ومن تأديبه أن يضرب إذا لم يفد فيه غير الضرب، واستدل القائلون بهذا بحديث: مرو أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع. رواه أبو داود. وراجع في كيفية الضرب وضوابطه الفتوى رقم: 14123.
وعليه، فقد أخطأت هذه الأم في ضرب ابنتها في سن لا تعي فيها أي شيء، وفي الشدة عليها والغلظة، وفي مجافاتها وعدم ملاعبتها وحرمانها من العطف والحنان، فإن الطفل في صغره يحتاج إلى الحب والشفقة، وأن يلاعب ويدرب على الأخلاق الفاضلة والحرف النافعة، ويؤخذ بالفضائل ويبتعد عن الرذائل، وكل ذلك في جو من المرح والسكينة، بعيداً عن التدليل والإهمال والشدة والعنف.
ومع هذا، فإن للأم الحق في الإنجاب وفي استكمال لذتها من الجماع، فلا تفكر في قطع ذلك عنها، فقد يطرأ لها من الرشد والتجربة ما يجعلها تحسن تربية أولادها في المستقبل، وعليك بنصحها وتبيين الطرق الصحيحة للتربية لها، ولا بأس بأن توفر لها الكتيبات والصحف التي تتحدث في هذا المجال.
والله أعلم.