الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن عليك أن تحاول أن تصلح ما بينك وبين أهلك وتستعين بالله تعالى على ذلك وتسأله سبحانه وتعالى أن ييسر أمرك ويجعل لك من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا.
كما يمكنك الاستعانة بأقاربكم وإخوانكم وأصدقائكم للتوسط بينكم وإصلاح ذات بينكم. فقد قال الله تبارك وتعالى: لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا {النساء: 114}.
ولا يجوز لك أن تقطع أهلك ورحمك، وخاصة الأبوين، لأن حقهما عظيم، حتى ولو قاطعوك، فقطيعة الرحم وخاصة الوالدين كبيرة من كبائر الذنوب. قال تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ {محمد 22-23}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة قاطع. رواه البخاري ومسلم.
فإذا وصلتهم وعفوت عن زلتهم فإن الله تعالى معك وناصرك، وجاعل لك مخرجا وفرجا.
ففي صحيح مسلم أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك.
ولهذا ننصح السائل الكريم أن يؤدي الواجب الذي عليه حتى تبرأ ذمته ولو كان غيره لا يؤدي واجبه نحوه، فإن الله تعالى سينصره ويكون معه.
والله أعلم.