الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أن الإنصات لقراءة القرآن مستحب في غير الصلاة، وأنه واجب في الصلاة على الجملة، وقد سبق لنا أن أصدرنا فتوى في ذلك مع بيان أقوال الفقهاء، وهي برقم: 22205.
وعليه فلا إثم على القارئة، ولا على الجماعة الذين لم ينصتوا لتلاوتها إلا أنه يستحب لهم الإنصات عند قراءة القرآن لأنه أمر مطلوب ومحمود، قال ابن عباس رضي الله عنه: من استمع آية من كتاب الله كانت له نوراً يوم القيامة. رواه عبد الرزاق في مصنفه.
لكن ينبغي أن يعلم أن رفع الصوت فوق صوت قارئ القرآن منهي عنه، قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ {الحجرات:2}، وانظري الفتوى رقم: 14575.
فلا ينبغي للجماعة أن يرفعوا أصواتهم فوق صوت قارئ القرآن تأدباً مع كلام الله عز وجل، كما ينبغي أيضاً للقارئ أن يختار المكان المناسب للقراءة، وليس من المناسب أن يجلس بين أناس في بيت أو غيره يتحدثون فيقرأ القرآن، وللمزيد من الفائدة نحيلك للفتاوى ذات الأرقام التالية: 31932، 45102، 26151، 39648.
والله أعلم.