الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنك أخطأت أخطاء شنيعة بعلاقتك بامرأة لا تحل لك طيلة الفترة التي ذكرت، ثم بالسفر إلى دولة كافرة لا لشيء سوى حب تلك الفتاة، وبالسكن معها ومع والديها، وأكبر تلك الكبائر أنك زنيت بها، وقد حرم شرع الإسلام الزنا أشد تحريم، قال الله تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً {الإسراء:32}، وفي الحديث الشريف: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. رواه البخاري ومسلم.
فبادر إلى التوبة قبل أن يحال بينك وبينها بالابتعاد عن هذه الفتاة أولاً، ثم بالندم الشديد على ما صدر منك، والعزم أن لا تعود إلى مثله، وأما التزويج من الفتاة، فإنه يجوز بشروط:
الأول: أن تكون من أهل الكتاب.
والثاني: أن تكون عفيفة. قال الله تعالى: وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ {المائدة:5}.
والثالث: وجود الولي وموافقته.
وعليه؛ فإذا كانت هذه الفتاة نصرانية كما ذكرت، وأقلعت عن الزنا وندمت، فلا مانع من الزواج منها، مع أن الأفضل تركها والبحث عن مسلمة صالحة، واعلم أن التزوج من تلك الفتاة ليس شرطاً في صحة توبتك، وطالما أن أهلها لا يقبلون تزويجها في تلك السن فلم يبق أمامك إلا تجنبها.
والله أعلم.