الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد حرم الله سوء الظن. قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات: 12}. وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث. والمنهي عنه في الظن هو الاستمرار فيه والاسترسال حتى يستقر في القلب. قال الخطابي: هو تحقيق الظن وتصديقه دون ما يهجس في النفس، فإن ذلك فوق ما يملك الإنسان التحكم فيه.
وعلاج سوء الظن هو أولا: باستحضار ما فيه من النهي، فإن المؤمن إذا تذكر ما في المسألة من نهي ووعيد فإنه لا يجرؤ على الاسترسال فيها. ومن علاجه كذلك ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم من ترك التحقيق، فلا يبحث عن الأدلة على ما يظنه. أخرج عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن علية رفعه: ثلاث لا يسلم منها أحد: الطير والظن والحسد. قيل: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: إذا تطيرت فلا ترجع، وإذا ظننت فلا تحقق، وإذا حسدت فلا تبغ. والحديث وإن كان في سنده مقال، فقد ذكر ابن حجر في الفتح أن له شاهدا.
وراجعي في علاج الغرور بالنفس فتوانا رقم: 19854.
وبغض البنات خلق جاهلي لا يقره شرع ولا عقل. قال الله تعالى: وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ {النحل: 58-59}. وبما أنك لا تكرهين البنات وإنما حملك على الرغبة في أن يكون حملك ولدا أنك تخشين شماتة تلك السيدة فلا نرى أن عليك في هذا إثما، ومع ذلك فقد أحسنت فيما كنت تفعلينه من الاستغفار.
والله أعلم.