الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا يجوز لأبويك أن يطلبا منك أن تسألي الطلاق من هذا الرجل بعد ما رضيا به وعقدا له ابنتهما، وهو رجل صالح حسب ما ذكرت، ولا يجوز لك امتثال أمرهما في هذا الأمر لأنه مخالف لأمر الله تعالى، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولا يبرر لهما ذلك ما جرى من الخلاف بين الأسرتين.
وعليك أن تصبري على ما يصدر منهما، وتتحملي ذلك كله، وتتوكلي على الله تعالى، لأنك على الحق، وإن استطعت أن تبيني لهما برفق أنهما هما اللذان رضياه لك، وبالتالي فلست مستعدة لتحمل وزر طلب الطلاق من غير ضرر. ثم على والديك أن يعلما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبداً على سيده. رواه الإمام أحمد وأبو داود وصححه السيوطي والألباني.
واحذري من طلب الطلاق لغير ضرر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة سألت زوجها طلاقها من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة. رواه أبو داود وحسنه الترمذي والبيهقي. وللفائدة يرجى مراجعة الفتوى رقم: 18036.
وأوصي زوجك بالإحسان إلى أبويك والاعتذار إليهما، وتهدئة الأوضاع من طرف أسرته، لتحتسبي في ذلك كله الأجر عند الله تعالى، فقد وعد بالثواب الجزيل من سعى لإصلاح ذات البين
والله أعلم.