الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن التدخين مظهر من مظاهر الانحراف نتيجة للإهمال وعدم الاهتمام بتربية الطفل وتوجيهه في المراحل الأولى من حياته، وهو كذلك من نتائج الصحبة السيئة وقرناء السوء.
وعلاجه في هذه المرحلة الخطيرة من عمر الولد يكون بالنصح والترغيب والترهيب من عواقبه وبيان حرمته شرعاً وخطورته على حياة المدخن، وأنه سبب للسرطان والجلطة الدماغية.
كما أن إشعار الولد في هذه المرحلة أنه أصبح رجلاً يعتمد عليه ويوثق به يجعله يثق بنفسه ويتحمل المسؤولية فيما تعهد به.
وأما الحلف على المصحف فلاشك أنه أكثر توكيداً لليمين وأغلظ في الحنث، ولهذا فمن حلف على المصحف أو غيره وحنث لزمته الكفارة المذكورة في قول الله تعالى: فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ [سورة المائدة: 89].
ولا ننصح هذه الأم بعلاج انحراف ابنها بهذه الطريقة وهو في هذه المرحلة من عمره، فلعل تحليفه على المصحف ينزع هيبته من قلبه أو يقلل من شأنه عنده، ثم إنه ليس من المناسب ضرب الولد وقد صار في مثل هذه السن، وعليها أن تنصحه وتوجهه بأسلوب مباشر أو غير مباشر إلى الصحبة الصالحة والاهتمام بمعالي الأمور، وتحاول أن تسد الفراغ لديه بما يشغله من الأعمال النافعة وتشعره أنه أصبح رجلاً يتحمل المسؤولية وعليه أن يفي بوعده.
نسأل الله تعالى أن يصلح حال الجميع، ولمزيد من الفائدة نرجو الإطلاع على الأجوبة التالية: 17114، 9163، 10951، 13767.
والله أعلم.