الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له. رواه مسلم.
قال النووي رحمه الله: قال العلماء: معنى الحديث أن عمل الميت ينقطع بموته وينقطع تجدد الثواب له إلا في هذه الأشياء الثلاثة لكونه سببها فإن الولد من كسبه، وكذلك العلم الذي خلفه من تعليم أو تصنيف، وكذلك الصدقة الجارية وهي الوقف.
والحاصل أنه من خير ما يبقى للمرء بعد موته الصدقة الجارية، والصدقة الجارية هي ما يجري ثوابها وأجرها على المتصدق ويلحقه بعد موته، وهي أنواع كثيرة، منها حفر الآبار، وبناء المدارس والمستشفيات والمساجد ودور الأيتام والمعوزين.. الخ.
روى ابن ماجه وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره، وولدا صالحا تركه، أو مصحفا ورثه، أو مسجدا بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته.
وننبه السائل الكريم إلى أن أموال جده تبقى ملكا له ولو غلب على عقله ولكن يمنع من التصرف فيها في تلك الحال إلى أن يفيق، وصدقته وهبته ووقفه غير معتبر حال جنونه وغياب عقله، وبالتالي، فلا يحق لأحد أن يتصرف في أموال هذا الجد إلا بما يعود إليها بالنماء أو في حدود ما يحتاجه هو من نفقة وعلاج وأجرة خادم إن احتاج لذلك.
والله أعلم.