الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن تعاطي التدخين محرم لما للتدخين من الخبث، ولما فيه من الأضرار البدنية وغير البدنية، وراجعي في موضوعه وفي أحكامه فتوانا رقم: 1819.
ومن مات بسبب التدخين، فإنه لايعد قاتلاً لنفسه بالمعنى الصحيح، ولكنه آثم إثماً عظيماً بجلب هذا الضرر لنفسه، وهو بهذا الضرر متسبب في قتل نفسه، وإن لم يكن الدافع إلى الفعل هو قتل النفس، ثم إن قتل النفس مع أنه كبيرة من أكبر الكبائر إلا أنه لايعد شركاً، فالشرك هو جعل شريك مع الله، أو صرف العبادة لغير الله كالذبح والدعاء ونحو ذلك من القرب التي لا يجوز أن تكون إلا لله.
وعلى كل حال، فليس للتدخين كفارة محددة، إلا أن الميت ينتفع بأجر الدعاء والصدقات التي تهدى له من غير خلاف معتبر بين أهل العلم، واختلف فيما سواهما من القرب، هل يصل ثوابه للميت أو لا؟ وعليه، فمن الحسن أن تكثري الاستغفار لأبيك والدعاء له بالرحمة، وتعطيه ثواب بعض الصدقات المادية، ولا بأس بأن تحجي عنه وتعتمري إن أمكنك ذلك، وتعطيه ثواب قراءة القرآن، وكل ما أمكنك فعله له من القرب، وراجعي للمزيد فتوانا رقم: 3406.
والله أعلم.