الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما الحديث الأول فهو غير صحيح، لأن في سنده ابن لهيعه وقد ضعفه الكثير من أهل الحديث، قال فيه أحمد بن حنبل راوي الحديث المذكور: ما حديثه بحجة وإني أكتبه أعتبر به. وقال فيه يحيى بن معين: في حديثه كله ليس بشيء. وقال فيه ابن مهدي: ما أعتد بشيء سمعته من حديثه. وقال عمرو بن الفلاس: ضعيف الحديث احترقت كتبه، هذا وقد حكم الذهبي على هذا الخبر أنه منكر ذكر ذلك في ميزان الاعتدال ، فالحديث إذا لا يصلح فهو شديد الضعف جدا .
وأما الحديث الثاني فهو في البربر قبل أن يعتنقوا الإسلام، لأن ذبائحهم آنذاك ميتة كذبائح المجوس، وهذا الحكم منطبق على العرب والعجم وسائر الناس، فالذين تحل ذكاتهم هم المسلمون وأهل الكتاب لا غيرهم، قال الله تعالى: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ {المائدة:5}، وأما المسلمون البربر الآن فهم كسائر المسلمين يعطون الصدقة وتؤكل ذبائحهم، وراجع ما كنا كتبناه عن الأمازيع في الفتوى رقم: 8244، والفتوى رقم: 33344.
والله أعلم.