الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد جاء في كتاب الله العزيز أن الشيطان وقبيله يرون بني آدم من حيث لا يرونهم، قال الله تعالى: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ {الأعراف:27}.
وعليه، فإذا كانوا يرونهم، فقد يرونهم في المرآة وعلى المسلم أن يحترس من هذا العدو الذي يراه وهو لا يراه يحترس منه بأذكار المساء والصباح، وكثرة ذكر الله والطهارة والاستعانة بالله تعالى عليه، والاستعاذة به منه، وإذا احتلمت المرأة على أي حال كانت فلا يعني ذلك أن الشيطان واقعها، بل قد يكون خيل إليها أنها تمارس مع رجل مثل ما يخيل للرجل ذلك في النوم أيضاً، ولذلك لا يجب على من احتلم أن يغتسل إلا إذا رأى المني ولو كان الاحتلام أمراً واقعياً لوجب الغسل على من رأى أنه يجامع ولو لم يخرج منه مني، ولأسباب الجنابة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 1049.
وأما تمني الاحتلام فأنه لا ينبغي للمسلم أن يتمنى إلا ما فيه له فائدة حقيقية تعود عليه بالنفع في الدنيا أو الآخرة، وليصرف فكره عن مثل هذا التفكير وخصوصاً إذا كان تمني الاحتلام بشخص معين لأنه قد يكون وسيلة للافتتان به.
والله أعلم.