الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن من عقيدة أهل السنة والجماعة في باب الصفات أنهم يثبتون ما أثبته الله تعالى لنفسه منها على الوجه اللائق به، من غير تشبيه له بخلقه ومن غير توهم كيفية لصفاته، ولا يتكلفون ماليس لهم به علم، لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، فإن كنا لا نعرف حقيقة ذاته، فإننا بالأحرى لانعرف حقيقة صفاته، ولا نحيط بها علماً، إلا أنها بلغت الغاية في الكمال، ولا يشوبها نقص بوجه من الوجوه. ولتنتبه إلى أننا مع كوننا لا علم لنا بكيفية صفاته سبحانه وتعالى، إلا أننا نفهم معانيها على وفق ما تدل عليه لغة العرب، فإذا أثبت سبحانه لنفسه صفة السمع، فإننا نعلم معنى السمع، وأنه إدراك الأصوات، لكننا نفوض كيفية سمعه سبحانه لأننا لا علم لنا بها، وانظر الفتوى رقم:27018 . واعلم أن باب الصفات إنما يتلقى عن طريق السمع والنقل، ولا مجال للعقل فيه، لأن العقل أعجز من أن يبحث فيه، وإنما مجاله التفكر والتدبر والاعتبار، قال صلى الله عليه وسلم: تفكروا في آلاء الله، ولا تفكروا في الله. رواه الطبراني. في الأوسط وحسنه الألباني، وانظر الفتويين:11727، 53031. هذا، ونوصيك بدراسة سفر جليل في باب الأسماء والصفات، هو: العقيدة الواسطية. لشيخ الإسلام ابن تيمية، وكذا شرحه للعلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى ففيهما بغيتك بإذن الله تعالى.